خبير الاعشاب والتغذية العلاجية عطار صويلح

تابعنا عبر الفيس وسجلاعجابك

الاثنين، 27 نوفمبر 2017

البوتاسيوم في الدم

ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم يُعدّ البوتاسيوم أحد العناصر الأساسيّة في جسم الإنسان؛ فهو ضَروريّ لمختلف عضلات الجسم؛ كالعضلات الهيكليّة والملساء وكذلك عضلات القلب حتّى تؤدّي وَظائفها بشكل سليم، كما أنّه يلعب دوراً مهمّاً في نقل السيّال العصبيّ عبر الخَلايا العصبيّة في الجسم. في الحالة الطبيعيّة إنّ حوالي 98% من البوتاسيوم موجود داخل الخلايا، وباقي النّسبة خارجها. تَتراوح نِسب البوتاسيوم في الدم بين 3.5 و5 ملي مكافئ/لتر، ويجب معالجة أيّ ارتفاع في نسب البوتاسيوم حتّى لو كان طفيفاً، وذلك لمنع ارتفاعه بشكل أكبر؛ إذ إنّ وصول تلك النّسب لأكثر من 7 ملي مكافئ/لتر يُشكّل خطراً كبيراً على حياة المريض، فقد يؤدّي ذلك إلى توقّف عضلة القلب والوفاة.[١] أسباب ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم يعتبر ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم أمراً تتمّ ملاحظته بشكلٍ شائع عند إجراء فحص الدم، ولكن لحسن الحظ يكون الارتفاع في معظم الحالات طفيفاً ولا يُشكّل أي خطرٍ على حياة المريض، أمّا أسباب ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم فهي على النّحو الآتي:[١] أمراض الكلى: فباعتبارها المسؤولة عن تصريف البوتاسيوم خارج الجسم فإنّ معظم حالات ارتفاعه في الدم ناتجةٌ عن أمراض في الكلى، مثل الفشل الكلوي الحاد أو المزمن، وكذلك التهاب كبيبات الكلى، والتهاب الكلى الذئبي الناتج عن مرض الذئبة الحمراء الجهازيّ، وكذلك أمراض المسالك البوليّة الانسداديّة، مثل وجود حصى فيها، بالإضافة إلى ذلك يكون المرضى المُصابون بأمراض الكلى حسّاسين جدّاً للأدوية والمركّبات التي ترفع نسبة البوتاسيوم في الدم، مثل الأدوية المثبطة للإنزيم المحول للأنجيوتنسين، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، وحاصرات مستقبل الأنجيوتنسين 2، والأدوية المدرّة للبول الحافظة للبوتاسيوم. مرض أديسون: هو مرض ينتج عن قصور الغدّة الكظريَة؛ إذ تُفرز هذه الغدة هرموني الكورتيزول والألدوستيرون، وهذا الأخير يُحفّز الكلى على حبس السوائل والصوديوم وطرح البوتاسيوم مع البول، وفي حال الإصابة بهذا المرض يقلّ إفراز هرمون الألدوستيرون فتزداد نسبة البوتاسيوم في الدم. الإصابة بحالة الحماض الكيتوني السكري: هي إحدى المضاعفات الخطيرة لداء السكري النوع الأول، تحصل عند الانقطاع عن الإنسولين وارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم بشكل مفرط مصحوباً بارتفاع حموضة الدم، وينتج عن ذلك خروج السوائل والبوتاسيوم من الخلايا إلى الدم. تدمير أنسجة الجسم: إذ تُطلق الخلايا الميتة البوتاسيوم إلى الدورة الدمويّة، وقد ينتج ذلك عند التعرّض للرّضوض الشديدة، أو للحروق، أو عند الخضوع لعمليّة جراحيّة كبيرة، أو تحطّم خلايا الدم الحمراء، أو عند التحلّل الكبير للخلايا الورميّة، بالإضافة إلى المُعاناة من حالة تَحلّل الخلايا العضليّة الهيكليّة الذي قد يُصاحب التناول المُفرط للمشروبات الكحوليّة أو أخذ جرعة زائدة من المخدّرات. تناول الأطعمة التي تحتوي على كميَات كبيرة من البوتاسيوم، مثل الشمَام، وعصير البرتقال، والموز. أعراض ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم تعتمد الأعراض المُصاحبة لارتفاع البوتاسيوم في الدم على نسبته فيه، وفي مُعظم الحالات لا تظهر على المريض أيٌّ من هذه الأعراض؛ إذ لا تظهر إلّا عند الارتفاع الشديد، أمّا أعراض ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم فهي على النّحو الآتي:[٢] الشعور بالتعب والإعياء الشديدين. الإحساس بالخدر أو الوخز في الجسم. الغثيان والتقيّؤ. المُعاناة من اضطرابات في التنفّس. الشعور بآلام في الصدر. الشعور بخفقان القلب، وقد يصاحبه تخطّي بعض ضربات القلب. قد يؤدّي الارتفاع الشديد في نسب البوتاسيوم في الدم إلى الشلل وعدم انتظام ضربات القلب، وفي حال تركه دون علاج قد يُؤدّي إلى توقّف عضلة القلب. تشخيص ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم يكون تشخيص ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم سريريّاً صعباً في الكثير من الحالات؛ إذ لا تصاحبه أيّة أعراض، وإذا ما وجدت تكون نتيجةً لمشاكل صحيّة أخرى، ويجب على الطبيب إجراء فحوصات للقلب، مثل التخطيط الكهربائي للقلب للتأكّد من سلامته، بالإضافة إلى أخذ معلوماتٍ كاملة عن المريض؛ كمعاناته من أمراض سابقة، أو تناوله للأدوية، وعن نظامه الغذائي كذلك. قد يتمّ الكشف عن نسبة البوتاسيوم إمّا عن طريق إجراء فحص الدم أو فحص البول، فإذا ما وُجدت النسب مُرتفعةً يُعيد الأطبّاء عادةً تلك الفحوصات لوجود العديد من الأسباب وراء ارتفاعها.[٣] علاج ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم إنّ علاج ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم يعتمد على خطوتين هما: تقليل هذا الارتفاع، ومنع حدوث الأضرار على القلب، أمّا أبرز طرق العلاج فهي على النّحو الآتي:[٢][٣] تناول الأطعمة التي تحتوي على كميّاتٍ قليلة من البوتاسيوم. التوقّف عن تناول الأدوية التي تزيد من نسبته في الدم. إعطاء المريض الجلوكوز، أو الإنسولين عن طريق الوريد؛ حيث يعملان على إرجاع البوتاسيوم من خارج الخلية إلى داخلها، وبالتالي تقليل نسبة البوتاسيوم في الدم. إعطاء المريض كالسيوم جلوكونيت عن طريق الوريد أيضاً؛ لحماية القلب والعضلات من أثر ارتفاع البوتاسيوم. أخذ مدرّات البول؛ حيث تعمل جميعها ما عدا المدرّات البولية الحافظة للبوتاسيوم على إخراج البوتاسيوم، وإدراره مع البول، وهكذا يقلّ البوتاسيوم في الدم. تناول مادّة الريسين: تؤخذ عن طريق الفم، وترتبط بالبوتاسيوم وتُساهم بذلك في طرحه خارج الجسم. إعطاء المريض الأدوية التي تُحفّز مستقبلات بيتا 2 الأدرينالية، التي تُرجع البوتاسيوم داخل الخلايا. تناول مادّة صوديوم بوليستيرين سولفونيت الّتي تُزيل البوتاسيوم من الجسم عن طريق الجِهاز الهضمي. تناول دواء باتيرومير الذي يُقلّل نسبة البوتاسيوم في الدم. غسيل الكلى؛ ويتم اللجوء لذلك إذا لم تنجح باقي وسائل العلاج، أو عند وجود الفَشل الكلويّ.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More